יום שישי, אוקטובר 17, 2008

الدولار: سعر الهدف = 3.9500

خاتمة التحليل الأخير الّذي نُشر في العدد الماضي كانت كالتّالي: "إن مستثمري المدى البعيد بدأوا بعمليّة تكديس (accumulation) للدولار الأمريكي وتصريف العملات الأخرى من ضمنها الشّيكل، الذّي نجح في الأيام الأخيرة بلمس مستوى 3.6450 مع التّوقعات لمشاهدة إستمرار حالة الصّعود هذه على المدى البعيد. أمّا على المدى المتوسط والقريب، فمن المتوقع أن يتأرجح زوج العملات USD/ILSبين نقطة الدّعم 3.4300 ونقطة المقاومة 3.6500" وهذا ما رأيناه يحدث بالفعل خلال شهر أيلول الأخير، حيث أحتفظ بنفس التوّقعات على المدى المتوسط والبعيد، مستندًا بذلك على الحقائق النّاتجة عن أساسيات السّوق وأخرى تعتمد على التّحليل الفّنيّ.

إليكم بعض الحقائق التي تدعم توقعاتي المناصرة للدّولار حسب التحليل الأساسيّ:

تقرير التجارة والتّنميّة UNCTAD :
أشار تقرير UNCTAD الصّادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتّجارة والتّنمية في تاريخ 24/9/2008 ، إلى أنّ رأس المال الأجنبيّ المُستَثمَر في الاقتصاد الإسرائيلي لعام 2007 قد تقلّص بشكل حاد وبنسبة 30% مع التّوقعات باستمرار هذا التّقلص في عام 2008 وبنسبة 40% .

يعود السّبب الرئيسي لهذا التّقلص في حجم الاستثمار الأجنبيّ إلى:
· ارتفاع قيمة النقد في العالم.
· قيام الشركات العالمية بتحديد خططهنّ الاستثماريّة للسنوات القادمة في مجالات لا يوجد فيها لإسرائيل امتيازات على منافسيها، من هذه المجالات يمكن أن نجد: التّغذية، الطّاقة والمعادن.

نشير هنا إلى أنّ الاستثمار الأجنبيّ يعتبر أهم العوامل الّتي ساهمت في نمو الاقتصاد الإسرائيليّ، فقد أدخل على الشركات الكبرى المحلية ثقافة إدارية مختلفة, بهذا عززت من الأساسيات المهنية وضاعفت الكفاءة ومعدل إنتاج هذه الشركات.
الاستثمار الأجنبي ساهم أيضّا في خلق أماكن عمل جديدة الأمر الّذي قلّص من نسبة البطالة في الاقتصاد الإسرائيليّ ودعم النّاتج القوميّ المحليّ.

خلاصة تقرير UNCTAD كانت، أنّ القوة الرأسمالية تنتقل حاليّا إلى الدول العربيّة ودول جنوب شرق آسيا – حيث تدير حكومات هذه الدول صناديق استثماريّة بقيمة يتراوح حجمها 5 تريليون دولار.

إعلان بنك إسرائيل المفاجئ عن تخفيض الفائدة:

إعلان بنك إسرائيل المفاجئ عن تخفيض الفائدة بنسبة 0.5% بدايةً من 12/10/2008 والإستمرار في عملية الشّراء اليوميّة للعملة الأجنبية، أدّى إلى تقلّص الطّلب على العملة المحلية وارتفاعه على العملة الخضراء.

الأزمة الماليّة العالمية:

تدهور الأزمة الماليّة العالمية يرفع من درجة الخطورة وإمكانيّة دخول الإقتصاد الإسرائيلي إلى مرحلة تباطؤ في النموّ.

أمّا من ناحية التّحليل الفنيّ لزوج العملات USD/ILS فإنه يميل إلى الافتراض بأن الدولار سيستمر في مساره التّصاعديّ حتى مستويات سعر الهدف 4.0000 – 3.9500 .








إليكم الحقائق الفنيّة الّتي تعزّز من هذا الافتراض:


1) التّحرك السّعريّ لزوج العملات USD/ILS يرسم بشكل واضح المرحلة الانتقالية من الأجواء "الدبيّة" إلى "الثّورانيّة":
نلاحظ أن التّحرك السّعريّ منذ شهر تموز2007 وحتى شهر تموز من العام الحالي موجود في مسار تنازليّ، مُسقطًا سعر صرف الدولار إلى 3.2040 - أدنى مستوى له في القرن الحالي. لكن مع نهاية شهر تموز الأخير، نجح زوج العملات USD/ILS من كسر "خط المقاومة" (الخط الأسود التّنازلي) والارتداد – Recover لمستوى 3.6500 مخترقًا نقطة المقاومة 3.4300 إلى الأعلى.


هذا السّلوك لأداء السوق، يدل من ناحية على ضعف قوة الباعة الّتي كان من مصلحتها إستمرار هبوط الدولار كونها اتّبعت إستراتيجية "البيع على المكشوف Short Selling" للدولار، ومن ناحية أخرى على تعزيز قوة المشترين الّذين اتّبعوا إستراتيجية Long USD، أي شراء العملة الأمريكية وبيّع العملة المحلية بهدف الربح من تحسن مستوى أسعار صرف الدولار مقابل الشيقل.


2) نموذج الانقلاب من النّوع "الرأس والكتفان المعكوسة – Inverted Head & Shoulders":
ظهور هذا النوع من النّماذج على الرّسم البيانيّ يرمز إلى انقلاب ميزان القوى بين المشترين والباعة لصالح الأول.بقاء سعر صرف الدولار مرتفعًا - Elevated فوق مستوى 3.4000 خلال شهر أيلول الأخير (الكتف الأيسر) أكمل نموذج الانقلاب من النّوع "الرأس والكتفان المعكوسة – Inverted Head & Shoulders"، الأمر الذّي يُفسَّر على أنه هنالك مجموعة من المضاربين الّذين بدأوا بالتّوقعات لتحسن أسعار الدولار مقابل الشيقل في المستقبل، لذلك فقد بدأوا بعملية تكديس – Accumulation للعملة الأجنبية بين المستويات 3.6500 – 3.4000 غير منتظرين هبوط سعر الصّرف إلى أقل من ذلك، خشيةً من حدوث تحسُن حادّ يؤدي إلى رفع سعر الصّرف إلى مستوى أعلى ممّا هو عليه حاليًا، فيبقون عندها خارج السّوق مضيعين على أنفسهم فرصة ثمينة لجني الأرباح نتيجة المرحلة المتوقعة.

نشير هنا إلى أنّ هذا النّموذج يتنبأ مرحلة مستقبليّة للتحرك السّعريّ بقيمة تعادل الفارق السعريّ ما بين "خط العنق – Neckline" و "الرأس" ، في هذه الحالة نحن نتحدث عن تحرّك سعريّ متوقع قيمته 0.45 ش.ج. بكلمات أخرى، في حالة نجاح زوج العملاتUSD/ILS من اختراق مستوى "خط العنق" = 3.6500 إلى الأعلى، عندها يصبح سعر الهدف للمرحلة المستقبليّة يعادل المستويات 4.0000 – 3.9500 .

3) مؤشر مقياس القوة النّسبيّ – RSI :
أداء مؤشر مقياس القوة النّسبيّ - RSI يرسم نموذجًا تصاعديًّا لنقاط القمم والقيعان مع اختراق مستوى ال- 50 إلى الأعلى، سلوكًا يعبّر عن قوة المشترين للعملة الأمريكيّة.


4) مؤشر المعدّلات المتقاربة / المتباعدة MACD Histogram:
مخطط أعمدة المؤشرMACD يبيّن لنا كيف تحوّل ميزان القوى من الباعة إلى المشترين، حيث نلاحظ كيف انتقلت قراءات الأعمدة الحمراء من القيّم السالبة إلى القيّم الموجبة، وذلك منذ نهاية شهر حزيران الماضي ولغاية هذا الأسبوع.

خلاصة القول، أتوقع لزوج العملاتUSD/ILS الاستمرار بالتّحسن مخترقًا المستوى 3.6500 إلى الأعلى، متخذًا المستويات 4.0000 - 3.9500 كأسعار الهدف للحركة السّعريّة في الأشهر القريبة. أمّا على المدى القريب، فلا أستبعد تراجع خجول بمستوى الأسعار وهو بمثابة تصحيح فنّيّ طبيعيّ، الأمر الّذي يقوّي من جاذبيّة شراء الدولار مقابل الشيقل.

لكم تحياتي والله الموفق ...
شادي توفيق بحوث: المحلل الرئيسي لغرفة الصفقات "مطاح 24"، عضو نقابة المحللين في بريطانيا ومحاضر في مواضيع تجارة البورصة.


نحترم أرائكم على البريد الإلكتروني: shady@shadybahouth.co.il

توضيح المخاطر: المعلومات الواردة في هذا المقال هي للإطلاع فقط. ولا تعني حث المطلع عليها للإتجار بأي عملة أو أسهم أو سندات أو معادن أو أي ورقة مالية . حيث تعكس المعلومات في هذا الموقع رأي الكاتب نفسه و الذي من المفترض أن تكون دقيقة و لكنها لا تعتبر مضمونة أو دقيقة, ونحن لا نعد ولا نضمن بأن تبني أي من الإستراتيجيات المشار إليها سوف يفضي إلى أرباح تجارية. وبالتالي فإن الكاتب ليس مسئولاً بأي شكل من الأشكال عن أية خسائر قد تنتج من الأخذ بالمعلومات الواردة فيه.

אין תגובות: